أشتقتُ إليكَ يا مَنْ كُنتَ أغلى ما أملك، كنتَ تُنيرُ ظلامَ قلبي الذى كان يعشعش فيهُ وابل من العناكب، نعم الكثير منها....
عند رُؤيتي لكَ يملأُ النور جوف قلبي المظلم فيُزيلُ منه ذلك الخوف القاتل.
كنتُ أحبُ أحتضانكَ ولكن...
هذا كان ماضٍ وأكتفيتُ به، تمنيتُ لو عادتْ هذه الأيام، وأودُ حقًا رجوعها، وأنتظرُ قدوم ولو يومٍ واحدٍ منها.
في طفولتي، كنتُ أشتاقُ لكَ كثيرًا؛ وذلك بسبب أبتعادكَ عني لطول ساعات وظيفتكَ المملة، كنتُ أنتظرُ قدومكَ بفارغِ الصبرِ، أنتظرُ أمام بابِ
منزِلُنا؛ لكي أرى أطلالتكَ، وإحتضنكَ.
عند سماعِ دقات باب المنزل، كُنتُ أركضُ مسرعةً لكي أستقبلكَ بإبتسامتي، وسروري بعودتكَ.
كنتُ أسعدُ عند رؤيتي لإبتسامتكَ الحنون، وأرى فيها حفرتين صغيرتين تعلوان محياكَ المُنير، فعندما أراها تنبض الحياة كلُها لي، وظِلك، ذاك القادم بالقرب من باب بيتنا حين أراه أصرخ من شدةِ الفرح، لكن هذا الوضع قد تغير...
بعد تقاعدكَ من العمل أصبحتَ من أشد الأباءِ قسوةً لم أعلمُ ماذا حل بهذا الأب الشبيه بالملاك، المحلق في الأرجاء، ولكنني أعلمُ فقط أنه أختفى...
بحثتُ عنكَ كثيرًا، أين ذاك الأب الذى كان يوم ملاقاتيه حين يعود من عمله الأسعد لي على الإطلاق؟ والآن، أكره يوم مُلاقاتي له، تمنيتُ أن ترجعَ كما كُنتَ، لكن ظروفكَ أ أتعست حياتنا...
أبي الغائب أودُ إرسالَ رسالتي لكَ، أودُ إرجاعَ نفسي للحياة مجددًا؛ لأنكَ كُنتَ حياتي. أنا أعلم أنكَ تجلس في مرقدنا، ولكن روحكَ غير باقية كقبلِها، أعلمُ أنكَ معنا، ولكنكَ معنا بجسدكَ فقط، ولكنني جشعةٌ أريدُ أبي بروحه وجسده، أتمني أن تعود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
دمتم بخير