وأقبل الدجى، وهنالك من يجلس بين أشباح الظلام، وتحت سماء كئيبة اختفى القمر منها، كان الحزن الذي سكن فيه ينهش قلبه باستمرار؛ ولكن الأسوء منه الاكتئاب الصامت الذي يشبه سكون الليل.
يحاول أن يفعل شيئًا؛ حتي يخفف من حَمل قلبه الأواه همًا وحزنًا، أن يصرخ يبكي، أن يفعل أي شيء فلم يعد يستحمل ما هو فيه
يتساءل مع نفسه بحزن صامت: كيف نال الاحباط والاكتئاب مني بهذا الشكل المخيف
فلم أعد أطيق شيء وأتعصب من كل شيء؛ بل أصبح اللاشيء يضايقني، ويستفز شعوري بشكل مخيف، أصبحتُ أحب العزلة ولا أعلم لماذا، وهذا جعلني أسقط في بئر من الأحزان والمتاهات التي لا نهاية لها.
أصبحت كسائح في صحراء ضل به الطريق فلا صديق يأنسه، ولا ينال ما يرغب فيه من الوصول إلى واحة خضراء بها ماء الحياة.
بالنسبة لي فقد مات الصباح وأصبح الليل هو الذي يسيطر على أيامي بل حياتي كلها.
..
ولكن توقف يا صاح: لما كل هذا، لما جعلت الاكتئاب يسيطر عليك إلى هذا الحد.
أضاعت أحلام طفولتك خلف الأفق؟
أم ظهرت أشباح كهولتك خلف الغيوم؟
أم غابت الابتسامة في بئر عميق؟
أم وَلَّت أيام شبابك دون عودة؟
فيا أيها المهموم، اترك هذا الهم واحبس هذا الحزن فى زنزانة الإهمال، وأغلق عليه بمفاتيح الصبر، ونادي عليه بأعلى صوت: يا أيها الحزن المسافر بلا رجعة، دعني فإني لن أعيش مقيدًا، بك وسأنظر للحياة بعين الحب والتفاؤل
جميل 🧡
ردحذفاستمري